أحداث خورمكسر .. قيادات مراهقة تشوّه مكاسب الجنوبيين ( تحليل خاص )

أحداث خورمكسر .. قيادات مراهقة تشوّه مكاسب الجنوبيين ( تحليل خاص )

سماءالوطن / متابعات .


عم الهلع العاصمة عدن، إثر اندلاع الاشتباكات الدامية في خور مكسر والتي سقط فيها عدد من الجرحى من عناصر قوات طوارئ عدن.

وتصاعدت أصوات أبناء المدينة للمطالبة بوقف الفوضى الأمنية التي شهدتها العاصمة عدن والتي تسببت بقطع الطرقات وشل الحركة العامة فضلا عن توقف الملاحة الجوية في مطار عدن الدولي.

وبرغم البيان الصادر عن اللجنة الأمنية في عدن إلا أن قيادة المجلس الانتقالي لم تحرك ساكناً تجاه الحدث، عدى عن تحركات خجولة فقط من أجل الوساطة بين الطرفين المتقاتلين .

وبرأي متابعين فإن الخوف اليوم على مدينة عدن ليس من خصوم خارجيين ولكن من الانقسامات الحادة بين الفصائل الأمنية .

ويرى محللون بأن الدعم المطلق من قبل التحالف وخصوصاً دولة الإمارات للقوات الأمنية والعسكرية الجنوبية، يكفي لبناء مؤسسة امنية وعسكرية على امتداد الوطن إذا ما أحسن استخدامه، لكن الخلل يكمن في بعض القيادات الأمنية التي تسللت عبر المحسوبية إلى مناصب أمنية مرموقة، لكنها لم تكن عند حسن ظن الشعب الجنوبي.

ويبدو أن الأحداث التي شهدتها عدن صباح الأحد، دقت ناقوس الخطر، وهي رسالة تحذيرية للقيادة السياسية بأن النيران قد تصل شرارتها إلى مربع القيادة، ولن تستطيع القيادة تلافي الأحداث بسبب الانقسامات الأفقية التي تشهدها حاليا القوات الأمنية.

وبرغم أن المقاومة الجنوبية تعيش أفضل حالتها بعد أن حققت الانتصارات في شبوة، ورفعت من جاهزية قواتها في كل مكان، إلا أن أحداث الأحد أماطت اللثام عن الفجوة الخطيرة التي قد تهدم المعبد الجنوبي برمته، والسكوت عن تلك الأحداث من قبل القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، سيزيد الطين بلة، وتدريجياً تجد القوات الأمنية والعسكرية نفسها فقدت هيبتها وثقتها كقوة حامية للوطن، وبالمقابل لن ينظر الشعب في الجنوب إلى تلك القوات بأنها تشكل السياج المنيع للدفاع عن الوطن.

وبرأي مراقبين فإن الأحداث الدامية تأتي فرصة لأجراء هيكلة ومراجعات أمنية سريعة، للحفاظ على الجبهة الداخلية من التصدع، خصوصاً والأخطار تتفاقم في وجه الجنوب من أكثر من اتجاه، ولم يعد خطر تنظيم الإخوان وحده يهدد الجنوب، وهناك تسريبات عن عزم جماعة الحوثيين فتح جبهات في أكثر من منطقة حدودية جنوبية.

ويتساءل متابعون، بعد كل ما حدث هل يفعلها الرئيس عيدروس، ويعيد للمقاومة والجيش والأمن الجنوبي هيبته بعد أن أَريقت هيبة الأمن بأيدي القيادات الطائشة والمراهقة؟