عانقوا أولادكم وقبّلوهم.. معالج نفسي: 5 علامات سلبية تكشف معاناة الشخص من "الصدمة الخفية" في طفولته
سماء الوطن
"عانقوا أولادكم وقبلوهم.. فمن لا يَرحم لا يُرحم"، فقد كشف المعالج النفسي، لوغان كوهين، عن خمس علامات سلبية تدل على معاناة الشخص من "الصدمة الخفية"، أو الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، حتى وإن لم يكن مدركًا لذلك.
الإهمال العاطفي.. "الصدمة الخفية"
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أوضح "كوهين" أنه في مرحلة الطفولة، يُطلق على الإهمال العاطفي للأطفال مصطلح "الصدمة الخفية"، لأن تأثيراتها يصعب التعرف عليها.
ويحدث الإهمال العاطفي عندما يفشل الآباء في تقديم الدعم العاطفي والتحقق والاهتمام الذي يحتاجه الأطفال خلال سنوات تكوينهم من الولادة إلى سن الثامنة تقريبًا.
وتشمل أمثلة الإهمال العاطفي لدى الوالدين؛ التقليل من مشاعر الطفل، أو رفضها وحجب أفعال الحنان والمودة، مثل العناق أو التقبيل عن الطفل.
وتعتبر كلها تجارب طفولة سلبية أو "ACEs" والتي تضر بإحساس الطفل بالأمان، أو الاستقرار أو الترابط، ويعادل تأثيرها الإساءة إلى الطفل، أو تعرضه للعنف، أو الانتهاك والتي تُعدّ صدمة مرئية وواضحة.
5 علامات تكشف المعاناة من "الصدمة الخفية"
وحسب علم النفس، يكشف "كوهين" عن خمس علامات تظهر على الشخص، وتدل على أنه عاني في طفولته من "الصدمة الخفية "، حتى وإن لم يدرك ذلك.
- صعوبة التعبير عن النفس
يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للإهمال العاطفي في طفولتهم من صعوبة في التعبير عن أنفسهم كبالغين. وهذا الصراع في الحديث عن احتياجاتهم ومشاعرهم قد يكون ناتجًا عن التجارب المؤلمة التي مروا بها في طفولتهم، حيث تم تجاهلهم أو التقليل من شأن مشاعرهم من قبل الوالدين والأسرة، وهذه التجارب المبكرة تجعلهم يشعرون بأن التحدث عن أنفسهم قد يسبب لهم الأذى، وبالتالي يتجنبون التعبير عن أنفسهم.
- الشعور بالحرج عند السؤال عن المشاعر
يشير "كوهين" إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا لإهمال عاطفي في طفولتهم قد يشعرون بالحرج الشديد عند السؤال عن مشاعرهم. فعندما يُسأل الشخص عن حاله، يفضل أن يبتعد أو يتجنب الإجابة، خوفًا من الرد بطريقة غير ملائمة، أو من أن يتم إبطال مشاعره كما كان يحدث في طفولته. وقد يؤدي هذا إلى تقليل التواصل العاطفي مع الآخرين.
- متلازمة المحتال
"لا أدري لماذا لم يفصلوني من العمل بعد، فأنا لست مناسبًا لهذه الوظيفة، أنا في هذا المكان بسبب ضربة حظ. أنا محتال"، إذا حدثت نفسك بهذه العبارات، فأنت تعاني من "متلازمة المحتال"، وهو أمر شائع الحدوث، حسب "بي بي سي".
ويعاني بعض ضحايا الإهمال العاطفي في الطفولة من "متلازمة المحتال"، حيث يشعرون بعدم الاستحقاق أو يعانون من انعدام الثقة في أنفسهم، ما يجعلهم يعتقدون أن الآخرين أفضل منهم أو أكثر استعدادًا للنجاح.
ويعود هذا الشعور إلى تدني احترام الذات الناتج عن الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، والذي يترك تأثيرًا طويل الأمد على الشخص.
- صعوبة في مشاركة المشاعر
يقول "كوهين" إن الأشخاص الذين نشأوا في بيئة تعرضوا فيها للإهمال العاطفي قد يواجهون صعوبة في مشاركة مشاعرهم مع الآخرين، وذلك لأنهم لم يتعلموا كيفية التعبير عنها بشكل صحي.
كما لم يحصلوا على الدعم العاطفي الكافي أو الاهتمام الكافي بمشاعرهم في مرحلة الطفولة، ما يعطل تطور قدرتهم على التواصل العاطفي بشكل فعال في مرحلة البلوغ.
- الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية
يوضح "كوهين" أن أحد الأعراض الرئيسية لصدمة الطفولة هو الشعور بالوحدة. فالأطفال الذين تعرضوا للإهمال العاطفي، تعرضوا أيضًا لرفض محاولاتهم للتقرب من والديهم في الطفولة، لذا في مرحلة البلوغ يستمر معهم الخوف من رفض الآخرين لهم، مما يجعلهم يفضلون العزلة على بناء علاقات جديدة.
- علاج نبوي لمشكلة الإهمال العاطفي
وإذا كان علم النفس الحديث يحذرنا من مشكلة الإهمال العاطفي لأطفالنا، نجد في ميراثنا الإسلامي إشارة واضحة لها وعلاجًا نبويًا رائعًا، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت واحدًا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من لا يَرحم لا يُرحم".