ثملوا فتسممت السلطة.. هجوم شرس على ائتلاف نتنياهو الحاكم
سماء الوطن
يتعرض الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بزعامة بنيامين نتنياهو، لهجوم شرس، وسط توقعات بتفاقم المواجهات مع الجيش و"الشاباك"، ولا سيما بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع ميليشيا حزب الله اللبنانية.
ولم يستبعد موقع "واللا" العبري تفاقم تلك المواجهات مع تركيز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تشكيل مجموعات جديدة موالية له في الحكم، خشية أن يتحمل المسؤولية في أي تحقيق مرتقب حول الفشل في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، أو مع المحاكمات والقضايا المذكور فيها.
ونقل "واللا" عن مصادر مقربة من نتنياهو، قولها إنه تم في هذه المرحلة تأجيل خطة إقالة رئيس الشاباك، رونان بار، خوفًا من تدخل المحكمة العليا، في ضوء قرب تحقيق الشاباك في قضية مستشار نتنياهو المتهم بسرقة وثائق حماس، إيلي فيلدشتاين.
وبحسب المصادر، يحاول نتنياهو ووزير دفاعه الجديد يسرائيل كاتس، في هذه الأثناء التحضير لإقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، في سلسلة من المواجهات الاستباقية مع هاليفي ومسؤولين آخرين.
وفي هذا الصدد، تقول المحللة الإسرائيلية، تال شيلو، إنه "حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار مع لبنان، تتصرف حكومة اليمين، كما لو أنه لا توجد حرب في الخارج، وتروج لسلسلة من التحركات القوية والتهديدية ضد المستشارة القانونية للحكومة ووسائل الإعلام".
وأضافت أن "هذا الضجيج يخدم نتنياهو في محاولة صرف انتباه الجمهور عن الشهادة الوشيكة وإخفاقاته المتتالية".
ووصفت شيلو هذه الأجواء التي تعيشها إسرائيل بـ"تسمم السلطة، حيث ثملوا على الكراسي، ولا يريدوا تركها".
وأوضحت أنه "بعد عامين بالضبط من الفوز التاريخي الذي حققه بنيامين نتنياهو، وحصول كتلة اليمين على أصوات 64 عضوًا بالكنيست في الانتخابات الأخيرة، عادت حكومة اليمين لتوجيه أصابع الاتهام إلى كل من لم يصوت لها، وإطلاق النار على كافة الجبهات".
وقبل وقت طويل من إعلان نتنياهو وقف إطلاق النار مع لبنان، تصرف ائتلافه كما لو لم تعد هناك حرب خارجية، بل حروب داخلية موجهة ضد المدعي العام، ورئيس الشاباك، ورئيس الأركان، ووسائل الإعلام الحرة، ونقابة المحامين، ولجنة اختيار القضاة، وفلسطينيي الداخل، بحسب الموقع العبري.
وتقول شيلو، إن كل حراس الديمقراطية الإسرائيلية تعرضوا في الأسابيع الأخيرة لقصف مدفعي من المبادرات التشريعية والتهديدات القوية من اليمين، والتي تهدف إلى إضعاف وإزالة أي عائق في الطريق، قد يعيق الحكومة عن السلطة.
وبحسب "واللا"، يبدأ تسمم السلطة من الأعلى، مع قرار نتنياهو بإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، الأمر الذي لا يعدو كونه مقدمة للخطة الكبيرة التي تشمل إقالة رئيس الأركان ورئيس الشاباك، وتشكيل حكومة ومجموعة أمنية موالية.
وترى شيلو بأن نتنياهو صب المزيد من الزيت على الصراع مع الجيش الإسرائيلي والشاباك، من خلال مقطع الفيديو الطويل الذي كانت مدته 9 دقائق، والذي نشره خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ولفتت إلى أن نتنياهو دافع في الفيديو عن مستشاره فيلدشتاين، واتهم المؤسسة الأمنية بالتقسيم المتعمد للمعلومات الحيوية، وعزز الرواية التآمرية التي تتردد في أستوديوهات القناة 14، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، الخاصة بإبنه، والقائلة إن هناك "جبهة ثامنة" يجب أن يصارع فيها أيضًا، وهي جبهة الخلافات الداخلية.
ووفق "واللا"، يمكن التقدير أنه مع وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، فإن المعركة غير السرّية التي يخوضها نتنياهو منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 ضد الجيش الإسرائيلي والشاباك، في محاولة للهروب من المسؤولية عن الفشل، ستصبح أكثر بشاعة.
وتوضح المحللة الإسرائيلية أن نتنياهو، كمتهم جنائي، مقيد باتهام تضارب المصالح الذي يمنعه من المساس بالمستشارة القانونية للحكومة، وهذا يعطل الكثير من خططه؛ لذلك أوكل المهمة إلى رفاقه الذين وصفتهم بـ"المخلصين"، وهم وزير العدل ياريف ليفين، ووزير الاتصالات شلومو كاراي، إذ يقومان بجمع التوقيعات من الوزراء لبدء إجراءات عزل المستشارة.
ولفتت المحللة الإسرائيلية إلى أن "منظومة تسمم السلطة"، تلقت دفعة من الدعم، مع العودة الكاسحة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، التي أرسلت الحكومة اليمينية إلى حالة من النشوة الكاملة؛ استأنف بسببها نتنياهو الحلم بصوت عالٍ بشأن مهاجمة المنشآت النووية في إيران، والسلام التاريخي مع المملكة العربية السعودية.
وأشارت إلى إعلان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن عام 2025 هو عام السيادة، داعيًا إلى احتلال غزة بأكملها، وخفض عدد سكانها إلى النصف.
وقالت المحللة شيلو، إنه "ليس من المؤكد أن ترامب سيحقق كل الأحلام، لكن توقع تغيير الإدارة الأمريكية في يناير/كانون الثاني المقبل، يملأ متطرفو الحكومة آمالًا كبيرة في إلغاء فك الارتباط، وتجديد المستوطنات في غزة، لكنهم لا يتذكرون الـ 101 مختطف في غزة".