57 عامًا على الاستقلال.. تضحيات الأجداد ومسيرة استعادة الهوية الجنوبية والدولة
سماء الوطن/ متابعات/ مريم بارحمة
نوفمبر المجيد من رحيل المستعمر إلى معركة استعادة الهوية الجنوبية
تحل علينا الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد، يوم 30 نوفمبر 1967، ذلك اليوم العظيم الذي شهد رحيل آخر جندي بريطاني من أرض العاصمة عدن، إيذانًا بإعلان استقلال دولة الجنوب ونهاية عهد الاستعمار البريطاني. يمثل هذا اليوم محطة فارقة في تاريخ النضال الجنوبي، حيث توجت تضحيات الأجيال بنيل الحرية وإقامة جمهورية الجنوب الديمقراطية.
-تاريخ الاستقلال ودلالاته
الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967 لم يكن مجرد حدث عابر بل كان تتويجًا لنضال طويل بدأ بثورة 14 أكتوبر 1963. انطلقت الثورة من جبال ردفان واستمرت أربع سنوات من الكفاح المسلح، خاض خلالها أبناء الجنوب معارك بطولية قدموا فيها التضحيات العظيمة في سبيل تحرير الأرض.
هذا اليوم يعكس إرادة شعب الجنوب الذي رفض الاستعمار بكل أشكاله، وحقق نصرًا على واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العالم آنذاك، بريطانيا العظمى. إنه يوم خالد في ذاكرة الجنوب، يجسد روح الكفاح والوحدة التي ميزت نضالات شعب الجنوب.
-الوضع الراهن والتحديات
في الوقت الذي يحتفل فيه الجنوب بالذكرى الـ 57 للاستقلال، يواجه شعبه تحديات كبيرة. تتعمد القوى اليمنية المنطوية في الشرعية، وفق العديد من المراقبين، خوض حرب خدمات وتجويع تستهدف إرغام الجنوبيين على القبول بحلول لا تلبي تطلعاتهم المشروعة لاستعادة دولتهم.
ورغم كل هذه المحاولات، يرفض شعب الجنوب أي تسويات تنتقص من حقوقه، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بتمرير أي حلول تتجاوز أهداف استعادة دولة الجنوب بحدودها ما قبل 22 مايو 1990.
-إنجازات المجلس الانتقالي الجنوبي
برز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كصوت موحد وممثل شرعي لقضية الجنوب. وتمكن المجلس الانتقالي من تحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية وعسكرية بارزة، حيث أصبحت قضية الجنوب حاضرة على طاولة الإقليم والمجتمع الدولي.
يعمل المجلس الانتقالي على مواجهة التحديات وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من قضية الجنوب. كما عزز من تماسك الجبهة الداخلية ودعم القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض معارك بطولية لحماية المكتسبات.
-روح التكاتف والتماسك
يشدد قادة الجنوب وممثلوه على ضرورة التكاتف بين أبناء الجنوب في هذه المرحلة المفصلية. التآزر والوحدة الجنوبية كانا دائمًا من أبرز أسباب الانتصار على الاحتلال البريطاني، وما زالا السبيل الوحيد لتحقيق الهدف الأسمى بإعادة بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة.
-احتفالات وطنية ومظاهر البهجة
تشهد محافظات الجنوب مظاهر فرح واحتفالات بهيجة احتفاءً بالذكرى المجيدة. وتُنظم الفعاليات الرسمية والشعبية التي تستذكر بطولات الأجداد والآباء وتعيد التأكيد على العهد بمواصلة الكفاح لاستكمال التحرير واستعادة الدولة.
-رسالة للأجيال الجديدة
30 نوفمبر ليس مجرد ذكرى بل هو درس للأجيال الجديدة في أهمية الحرية والسيادة. إنه يذكرهم بأن النضال لا يتوقف عند التحرير بل يستمر حتى بناء دولة مستقلة وقوية تحمي حقوق مواطنيها وتصون كرامتهم.
عيد الاستقلال المجيد هو مناسبة لاستلهام روح النضال الجنوبي، وتجديد العهد بمواصلة الكفاح حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في دولة جنوبية حرة، فيدرالية، ومستقلة. سيظل يوم 30 نوفمبر رمزًا للكرامة والحرية، شاهدًا على إرادة شعب لا يقبل بالظلم، ويدافع عن حقه في تقرير مصيره مهما بلغت التحديات.