قلق إسرائيلي من ظهور حركتي "حماس" و"الجهاد" في سوريا

قلق إسرائيلي من ظهور حركتي "حماس" و"الجهاد" في سوريا

سماء الوطن : 

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق من ظهور حركتي والجهاد الإسلامي المواليتين لإيران مجددًا في سوريا"، ما يثير التساؤلات حول طريقة تعامل تل أبيب مع ذلك.

ووفق الصحيفة، فإن "إسرائيل تعمل على إنشاء منطقة سيطرة تمتد لنحو 15 كيلو مترًا داخل الأراضي السورية، إلى جانب منطقة نفوذ بعمق 60 كيلومترًا، بالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية".

وأوضحت أن "منطقة النفوذ الأوسع التي ستخضع لمراقبة الاستخبارات الإسرائيلية، تهدف لمنع نشوء أي تهديد مستقبلي ضد من الأراضي السورية".

مبينًة أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ بوجود ميداني داخل منطقة السيطرة لضمان عدم إطلاق الصواريخ نحو الجولان.

هدفان رئيسيان

ويرى الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن "عمليات الجيش الإسرائيلي داخل الحدود السورية تهدف لتحقيق أمرين رئيسيين، الأول تحييد أي خطر من القوى الجديدة ب، خاصة أن تلك القوى لديها مرجعيات تدعم المواجهة مع إسرائيل".

وأوضح عريقات، لـ"إرم نيوز"، أن "السبب الثاني هو إدراك إسرائيل عدم القدرة على طرد الفصائل الفلسطينية المسلحة وتحديدًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي من الأراضي السورية حاليًا، ما يعوق إتمام الهدوء على جبهة سوريا".

وأضاف: "الحركتان تبحثان عن جبهة جديدة للقتال مع إسرائيل من خلالها عقب انهيار جبهتي غزة ولبنان، ما يدفعهما لمحاولة تعزيز علاقتهما السياسية مع القوى الجديدة، وقدراتهما العسكرية بالقرب من الجولان".

وتابع: "سيواصل الجيش الإسرائيلي عملياته لفرض منطقة عازلة في عمق الأراضي السورية تحول دون تنفيذ حماس والجهاد أي هجمات ضدها، وتمنع تكرار هجوم أكتوبر الذي نُفذ عام 2023، وتسبب بأطول حرب في تاريخ إسرائيل".

وأشار إلى أن "بقاء حماس والجهاد في سوريا واستئناف أنشطتهما وإن كان بشكل محدود يعني وجود موطئ قدم لإيران على الأراضي السورية، وهو ما يعطل ما تسعى إسرائيل لتحقيقه من تغيير في الشرق الأوسط".

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، إن "إسرائيل ترغب في إنهاء وُجود حماس والجهاد الإسلامي سواء في سوريا أو لبنان، وتحجيم وجودهما في غزة، التي سيتم في نهاية الحرب الدائرة حاليًا التوصل لاتفاق يمنع الفصائل الفلسطينية المسلحة من تنفيذ أي نشاط عسكري".

وأوضح أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، أن "استئناف الحركتين نشاطهما في سوريا ينذر بعدم نجاح إسرائيل في إجراء التغييرات الجذرية المتعلقة بسوريا، على الرغم من سقوط نظام بشار الأسد، ويدفعها لمواقف أكثر تشددًا من القوى الجديدة بدمشق".

وزاد "بتقديري القوى الجديدة ستعمل من أجل ضمان تجنب المواجهة مع إسرائيل على تحجيم دور الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد تدريجيًا، وقد تضطر في النهاية إلى طرد تلك الفصائل من دمشق".

وختم "طرد الفصائل من سوريا قرار صعب إلا أن المرحلة المقبلة تحتاج من قوى سوريا الجديدة قرارات غير مسبوقة تمكنها من البقاء في الحكم"، مشيرًا إلى أن التخلي عن الملف الفلسطيني من أبرز تلك الملفات في المدة المقبلة، وفق تقديره 

إرم نيوز