هل تمثل قمة ترامب ونتنياهو "فرصة تاريخية" لمواجهة نووي إيران؟
سماء الوطن :
أشار تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، إلى أن من أبرز القضايا التي ستستحوذ على جزء كبير من المفاوضات، في واشنطن، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، هو الملف النووي الإيراني، موضحاً أن هناك فرصة تاريخية للحد من تهديد إيران النووي، بعد أن خسرت طهران قدراتها الدفاعية الجوية.
ويواجه نتنياهو تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا خلال لقائه، المقرر اليوم الثلاثاء، مع ترامب، الذي يختلف بشكل كبير عن سلفه جو بايدن في تعامله مع الملف النووي الإيراني، بحسب الصحيفة.
ويتمثل أحد الحلول الممكنة في ممارسة ضغط دبلوماسي متزايد على طهران عبر فرض عقوبات إضافية، مقابل ضمانات من ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت هذه الاستراتيجية. ولكن، بالنظر إلى تاريخ ترامب في تجنب التصعيد العسكري المباشر مع إيران، فإنه سيكون حذرًا في الدخول في أي مغامرة جديدة، وفقاً للصحيفة.
وأشار التقرير إلى أنه من غير المرجح أن يتمكن نتنياهو من القيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية دون دعم من الولايات المتحدة، الأمر الذي يضعه في موضع تفاوض حساس مع ترامب.
ويضيف التقرير: "من جهة حقق نتنياهو سلسلة من "النجاحات" العسكرية التي غيرت موازين القوى في المنطقة، ولكن من جهة أخرى، سيتعين عليه التفاوض مع ترامب، الذي يعتبر أكثر حزمًا وأقل مرونة في الاستجابة لمطالب إسرائيل، ما قد يخلق عقبات على صعيد السياسة الإسرائيلية والدولية، بحسب الصحيفة.
وذكر تقرير للصحيفة الفرنسية، أن نتنياهو يصل إلى واشنطن بعد أن أحرز انتصارات استراتيجية في المنطقة، إذ تمكن من تقليص نفوذ حماس وحزب الله، بينما وضع إيران في موقف دفاعي.
وبحسب التقرير، تم تحقيق هذه النجاحات العسكرية في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة بايدن تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما تجاهله نتنياهو، إلا أن الأمور تختلف مع ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب لا يتسامح مع تجاوز مطالبه بسهولة، ففي بداية ولايته الثانية، كان ترامب قد ضغط على نتنياهو لقبول هدنة مع حماس، وهو ما تحقق في نهاية المطاف عبر ضغط من المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وشدد تقرير الصحيفة الفرنسية على أن ترامب، على عكس بايدن، يحمل أجندة محددة لسياسة الشرق الأوسط، تشمل استمرار اتفاقات أبراهام.
كما يدرس ترامب مشاريع استراتيجية أخرى مثل خط أنابيب الغاز عبر سوريا، إلا أن هذه الأهداف لن تتحقق دون التوصل إلى حل دائم للهدنة في غزة، بالإضافة إلى إيجاد حلول سياسية قابلة للتطبيق للقضية الفلسطينية، بحسب تأكيد الصحيفة.
وفي هذا السياق، سيدخل نتنياهو في مفاوضات مع ترامب بشأن ملفات حيوية على رأسها الوضع في غزة، والتهديد الإيراني، وعلاقات إسرائيل بدول المنطقة.
وتعد هذه القضايا محورية بالنسبة لترامب، الذي يحتاج إلى دعم مستمر من إسرائيل لتحقيق استراتيجياته في المنطقة، بينما تشكل القضايا الداخلية الإسرائيلية بخصوص التنازلات الكبرى نقطة حساسة، حيث يخشى نتنياهو أن تؤدي أي خطوة دبلوماسية كبيرة إلى تقويض ائتلافه الحكومي.
وعلى الرغم من أن نتنياهو يفاخر بعلاقاته الوثيقة مع ترامب، فإن العلاقات الشخصية بينهما شهدت توترات في السنوات الأخيرة، فقد أغضب نتنياهو ترامب في عام 2020 بعد أن هنأ جو بايدن بفوزه في الانتخابات الأمريكية، ما دفع ترامب إلى تجنب التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لفترة طويلة.
وفي الوقت نفسه، يعتبر ترامب أقل مرونة في التعامل مع نظيره الإسرائيلي مقارنة بسلفه، ما يفرض على نتنياهو ضرورة التوازن بين الحفاظ على دعم واشنطن وبين مراعاة مصالحه الداخلية.
وخلص التقرير إلى القول إنه من المتوقع أن يكون هذا اللقاء بين نتنياهو وترامب أحد اللقاءات الأكثر أهمية في مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولا سيما أن التحديات التي يواجهها نتنياهو تتطلب منه التوازن بين تحقيق أهدافه الاستراتيجية في الشرق الأوسط وضمان استقرار حكومته، بينما يسعى ترامب لتحقيق رؤيته السياسية في المنطقة بشكل سريع وفعّال.
إرم نيوز