ضد فريقه السابق.. 4 عوامل تحفّز مدرب أستون فيلا لتحقيق ريمونتادا على سان جيرمان في إياب دوري الأبطال
سماء الوطن :
قبل نحو 8 سنوات، كان الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا الإنجليزي حاليا، شاهدا على أعظم مباريات دوري أبطال أوروبا على مرّ التاريخ، وذلك عندما كان يقف أمام دكة بدلاء فريقه آنذاك، باريس سان جيرمان في موقعة خالدة ضد برشلونة ضمن ثمن نهائي المسابقة.
لا يزال المدرب الإسباني يذكر تلك الريمونتادا الشهيرة التي كان ضحيتها، أمام أساطير برشلونة في ذلك الوقت، ميسي ونيمار وسواريز والتي أنهاها الفريق الكتالوني على ملعب كامب نو (6 ـ1) بعد أن كان خسر ذهابا بنتيجة (4 ـ0) في باريس.
في ذلك اليوم 8 مارس 2017، نجح ميسي ورفاقه في العودة بقوة في الإياب لتسجيل 6 أهداف في شباك باريس سان جيرمان وتلقى هدف واحد، ليفوزوا 6-5 في مجموع المباراتين، ومنذ ذلك الحين أطلق على تلك المباراة بكونها أعظم ريمونتادا (عودة بعد الخسارة) في تاريخ دوري أبطال أوروبا.
لعل المثير في تلك القصة أن مدربي برشلونة وسان جيرمان آنذاك، وهما لويس إنريكي وأوناي إيمري هما الإثنان المدربان اللذان سيقفان اليوم أمام دكة البدلاء في ملعب فيلا بارك في مباراة الإياب لربع نهائي.
ويسعى مدرب أستون فيلا أوناي إيمري الذي كان في موقعة 8 مارس 2017، مدربا لباريس سان جيرمان، إلى الفوز على فريقه السابق اليوم الثلاثاء، والرد على تلك الريمونتادا الشهيرة التي قادها إنريكي، المدرب الحالي لفريق العاصمة الفرنسية.
وينتظر أن تكون بعض العوامل بمثابة الحوافز التي ستمنح رفاق ماركوس راشفورد شحنة كبيرة للعودة بعد الخسارة ذهابا (3 ـ1)، ويورد التقرير التالي 4 عناصر يعتبرها الملاحظون في صف أستون فيلا:
فيلا بارك: نقطة قوة
استفاد أستون فيلا من خوض موقعة الإياب الحاسمة على ملعبه فيلا بارك الذي يمثل نقطة قوة لافتة للفريق منذ سنوات، إذ كثيرا ما حقق الفريق على ملعبه انتصارات كبيرة وراسخة.
مباراة سان جيرمان ستكون السادسة للفريق على أرضه وفي تلك المسيرة لم يتعرض الفريق الإنجليزي إلى الخسارة، إذ فاز في 5 مباريات وتعادل في واحدة كانت دون أهداف أمام يوفنتوس في مرحلة الدوري.
وحقق أستون فيلا الفوز على بايرن ميونخ (1 ـ0) وسلتيك الأسكتلندي (4 ـ2) وبولونيا الإيطالي (2 ـ0) وأخيرا على كلوب بروج في ثمن النهائي (3 ـ0)، ما يعني أن الفريق يملك صلابة وقوة على أرضه.
إيمري: ثأر مرتقب
فضلا عما تضعه مباراة اليوم من زخم تاريخي وذكريات متباينة لإيمري وإنريكي، فإنها ستكون بالتأكيد فرصة للمدرب الإسباني للفوز على مواطنه وقيادة أستون فيلا لأول مرة للمربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا.
المدربان الإسبانيان يملكان مسيرة لافتة هذا الموسم، فإنريكي قاد بي أس جي للتتويج بلقب الدوري الفرنسي للموسم الجاري قبل 7 جولات من النهاية ودون أن يتلقى أية خسارة.
لكن مصيره الأوروبي سيصطدم بالتأكيد بمدرب داهية في شخص أوناي إيمري، الذي يدخل المواجهة اليوم بغاية ثأرية، لا فقط للفوز على فريقه السابق، باريس سان جيرمان الذي دربه بين 2016 و2018، وإنما أيضا للإطاحة بمواطنه لويس إنريكي في أول مباراة تجمعهما معا منذ ريمونتادا 2017 الشهيرة.
اللعب دون ضغوطات
يخوض أستون فيلا، الذي يلعب للمرة الأولى في تاريخه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بالنظام الجديد (كأس أوروبا للأندية البطلة سابقا)،
وفي تاريخ مشاركاته الأوروبية، فاز أستون فيلا باللقب في موسم 1982 ـ 1983 عندما كانت المسابقة تحمل إسم كأس أوروبا للأندية البطلة، وبعد 42 عاما، يعود الفريق إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا ليبلغ ربع النهائي، بعد أن كان حل ثامنا في مرحلة الدوري.
وتخفف هذه الأرقام الضغط على رفاق الحارس الأرجنتيني ديبو مارتينيز ذلك أن الضغظ سيكون مسلطا كليا على باريس سان جيرمان الذي طارد اللقب في 2020 وبلغ النهائي قبل الخسارة ضد بايرن ميونخ، ثم بلغ الموسم الماضي نصف النهائي وخسر أيضا ضد دورتموند.
وسيلعب أستون فيلا من أجل إنجاز تاريخي أول من نوعه في المسابقة الأوروبية بنظامها الحالي، لكن في كل الأحوال لن يكون خروجه بمثابة الإقصاء المرير وهو الذي حقق مسيرة لافتة طيلة الموسم الجاري.
ويحتل الفريق المركز السابع في البريمرليغ برصيد 54 نقطة على بعد نقطة واحدة من صاحب المركز الخامس، آخر المتأهلين لدوري الأبطال للموسم المقبل.
أسنسيو وراشفورد ومارتينيز: ثلاثي حاسم
يملك أستون فيلا معطى رابعا يجعله يدخل موقعة فيلا بارك بتفاؤل كبير وتحدّ لأسبقية باريس سان جيرمان، إذ يملك المدرب أوناي إيمري تشكيلة قادرة على ردّ الفعل وتحقيق ريمونتادا مثيرة بعد التأخر ذهابا (3 ـ 1).
وستكون المباراة فرصة للإسباني أسنسيو للتأكيد على أن فشله في تجربته ع باريس سان جيرمان كان أمرا لا يتحمل فيه المهاجم السابق لريال مدريد المسؤولية، بل يمكن اعتبار خروجه خسارة فادحة للباريسيين وهو ما سيسعى إلى تأكيده اليوم.
في الوقت نفسه، سيكون الإنجليزي، ماركوس راشفورد واحدا من عناصر القوة لأستون فيلا، بعد أن غادر مانشستر يونايتد في شتاء العام الجاري ليخوض تحديا جديدا قد يعيد به اكتشاف نفسه وينجح فيها في الوقت ذاته في تحقيق مجد أوروبي أول في مسيرته في وقت يعيش فريقه السابق مانشستر يونايتد أسوأ فتراته.
وبجانب راشفورد وأسنسيو، سيكون الحارس المشاغب ديبو مارتينيز بطل العالم 2022 مع منتخب الأرجنتين واحدا من الدعائم التي يعتبرها مدرب أستون فيلا حاسمة، إذ يملك مارتينيز خبرة كبيرة فضلا عن جاهزيته ومساهمته في ما حققه فريقه هذا العام.
ويملك مارتينيز فوق ذلك، أسبقية معنوية على الفرنسيين، عندما قاد الأرجنتين للتتويج بطلة للعالم في نهائي مثير كان بطله دون منازع في ديسمبر 2022، بعد مباراة انتهت بالتعادل (3 ـ3) وكان "الحارس المجنون" بطلا لحصة ركلات الترجيح فيها.
إرم نيوز