أحمد عبدالله باوزير - يكتب : المجلس الانتقالي الجنوبي.. حامل قضية شعب ونضال ممتد من الميادين إلى المحافل الدولية

سماء الوطن
في الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو من العام نفسه، نستذكر تاريخًا من النضال والتضحيات التي خاضها شعب الجنوب من أجل الحرية والاستقلال، وحمل خلالها قضية سياسية فاعلة ومعترف بها في المحافل الدولية منذ اجتياح القوات اليمنية للجنوب في العام 1994م.
وقد شكل إعلان الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزٌبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، عن تدشين بعثة المجلس في العاصمة الأمريكية واشنطن، محطة جديدة ومهمة في مسار القضية الجنوبية على المستوى الدولي. هذه الخطوة تأتي امتدادًا لتحركات سياسية سابقة شهدتها العاصمة الأوروبية بروكسل، حين نوقش الملف الجنوبي في البرلمان الأوروبي بحضور وفد جنوبي برئاسة السياسي البارز السيد الحبيب عبدالرحمن بن علي الجفري، وعدد من الشخصيات الوطنية ذات الباع الطويل في النضال.
انطلقت شرارة الحراك الجنوبي حين خرج أبناء الجنوب يطالبون بتحرير بلادهم من الاحتلال اليمني، وسط غياب الحامل السياسي الموحد واختلاف الرؤى القيادية. غير أن نقطة التحول جاءت عندما وقع المناضل علي سالم البيض ونائبه السيد عبدالرحمن الجفري على وثيقة توحيد الجهود الجنوبية، واضعين بذلك الأساس لتشكيل كيان سياسي موحد يمثّل صوت الشعب، هو المجلس الانتقالي الجنوبي.
فجاء تأسيس المجلس استجابة حقيقية لمطلب شعبي عبّرت عنه المسيرات والفعاليات المليونية، ليصبح بذلك مشروع شعب، لا مشروع نخب، وحاملًا أمينًا لتطلعاته في إقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية الممتدة من باب المندب إلى المهرة.
وفي مقابل هذا التمثيل الوطني، برزت في الآونة الأخيرة مجالس ومكونات مستحدثة تسعى لاستغلال الوضع المعيشي المتأزم، وتدّعي تمثيل الشعب، دون أن تنبع من إرادته الحقيقية، بل بتوجيهات خارجية أو مصالح آنية، ما يجعلها نسخًا مشوهة لكيانات سبق أن فشلت في تغيير مجرى الثورة الجنوبية، ولن تصمد طويلًا أمام وعي الشعب الجنوبي وتاريخه النضالي.
ويظل المجلس الانتقالي الجنوبي، بخلاف كل هذه الكيانات، الكيان الوحيد الذي وُلد من رحم الشعب، وطالب به الجنوبيون مرارًا في بياناتهم الختامية، دون حاجة لتأييد مصطنع أو حشد مأجور.