تنفيذاً لـ"خطة الجنرالات".. إسرائيل تستنجد بالروبوتات لتهجير سكان شمال غزة
سماء الوطن :
استحدث الجيش الإسرائيلي، طريقة جديدة لتدمير منازل الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، حيث يقوم بنسفها باستخدام الروبوتات المتفجرة؛ مما يساعد إسرائيل في تنفيذ المتعلقة بتهجير سكان الشمال، وفق تقديرات الخبراء والمحللين.
ومنذ أكثر من أسبوع يحاصر شمال قطاع بالكامل، ويطالب من تبقى من سكانه بالنزوح لمناطق وسط وجنوب القطاع، فيما يتزايد الضغط الدولي لوقف تنفيذ الخطة التي تعمل على فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على شمال غزة.
أطنان من المتفجرات
واتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجيش الإسرائيلي باستخدام الروبوتات المتفجرة المحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها في شمال غزة، لافتًا إلى أن ذلك يتزامن مع تصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك.
وقال المرصد، في بيان له، إن الروبوتات تسببت بأضرار واسعة النطاق في المنازل، وخسائر كبيرة بالأرواح، موضحًا أن "استخدامها أمر محظور بموجب القانون الدولي؛ إذ إنها "تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية".
وبدأ الجيش الإسرائيلي استخدام هذا النوع من الروبوتات للمرة الأولى في غزة خلال مايو/أيار الماضي، وتحديدًا في الاقتحام الثاني لمخيم جباليا؛ مما أدى لمقتل وإصابة العديد من السكان ودمار كبير وواسع النطاق في المخيم.
أهداف عسكرية
وقال الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، إن "إسرائيل لجأت لخيار الروبوتات المفخخة، لتحقيق عدد من الأهداف العسكرية، أبرزها إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، خاصة وأن قدراتها التدميرية عالية للغاية".
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الروبوتات يمكنها نسف مربعات سكنية بالكامل، وقتل جميع السكان الموجودين فيها، وإحداث عاهات مستديمة للناجين في أحسن الحالات"، لافتًا إلى أنها تقلل الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن "إسرائيل تستعين بها أيضًا لدقتها في نسف الأهداف، وسهولة انفجارها حال اكتشافها أو محاولة السيطرة عليها، إلا أن الأمر الوحيد غير المحسوب هو الأضرار البشرية؛ مما يجعلها محرمة وفق القانون الدولي".
وأشار إلى أن "أحد أهداف إسرائيل من استخدامها، تجنب المواجهة المباشرة من العناصر الفلسطينية المسلحة، خاصة وأن تلك المواجهة عادة ما تتسبب بخسائر ولو طفيفة في صفوف جيشها، وتقلل احتمالات وقوع عمليات خطف".
وتابع: "بتقديري إسرائيل لن تتمكن من إجبار السكان على النزوح لخارج شمال قطاع غزة، وبالرغم من الأضرار الجسيمة لتلك الروبوتات؛ إلا أن خطة الجنرالات المزمع تنفيذها بالشمال لن يكتب لها النجاح ولن تحقق أهدافها".
هدف إستراتيجي
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، إن "إسرائيل تعمل باستخدام هذه الروبوتات لتحقيق هدف إستراتيجي وحيد، يتمثل في جعل شمال القطاع منطقة غير صالحة للحياة، ما يسهل عليها تطبيق خطة الجنرالات دون أي عناء".
وأوضح جبارين، لـ"إرم نيوز"، إن "الضرر الكبير لهذا النوع من المتفجرات يجعل وصول إسرائيل لهدفها المتعلق بإفراغ الشمال من سكانه سهلًا للغاية"، مشددًا على أن أضرار الروبوتات بليغ للغاية، ومداه لا يتوقف عند حد المكان المستهدف.
وأضاف أن "إسرائيل تتجاهل الأعراف والقوانين الدولية في استخدامها لهذا النوع من الروبوتات، وبتقديري ستواصل العمل على استخدامها، خاصة في ظال الصمت الدولي وعدم وجود أي توثيق لمثل هذه الجرائم، في ظل الحصار المطبق على شمال غزة".
وزاد: "بالرغم من ذلك إلا أن المخططات الإسرائيلية بشأن شمال القطاع لن يكتب لها النجاح في الوقت الحالي، وأن أي مخطط بخصوص غزة سيكون مؤجلًا لحين ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي ستكون الفاصلة بشان مستقبل القطاع".
إرم نيوز